قالَ نَبِيّ اْللّه ﷺ ﴿لو كانتِ الدُّنيا تعدلُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ﴾ الألباني - صحيح الترمذي - صحيح
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن مطعم ابن آدم ضُرب للدنيا مثلا بما خرج من ابن آدم وإن قزحَهُ ومَلَحَهُ فانظر ما يصير إليه)
إن الله جعل طعام ابن آدم وما يخرج منه مثلا للدنيا ؛ فإنه وإن قزحه وملحه ، فلينظر إلى ماذا يصير؟
قال الزمخشري : معناه أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه وتحسينه ، فإنه لا محالة عائد إلى حال يستقذر،
فكذا الدنيا المحروص على عمارتها ، ونظم أسبابها : راجعة إلى خراب وإدبار . انتهى
قال الديلمي:هذا كناية عن البول والغائط ، يعني:ما يخرج منه كان قبل ذلك ألوانا من أطعمة طيبة وشرابا سائغا ،
فصارت عاقبته ما ترون ، فالدنيا خضرة حلوة والنفس تميل إليها والجاهل بعاقبتها ينافس في زينتها ظانا أنها تبقى، أو هو يبقى. انتهى
وقال ابن القيم رحمه الله :
فما اغتر بها ولا سكن إليها إلا ذو همة دنية ، وعقل حقير وقدر خسيس"انتهى
فشهوات الدنيا في القلب كشهوات الأطعمة في المعدة ، وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت إلى المعدة غايتها . وكما أن الأطعمة كلما كانت ألذ طعما وأكثر دسما وحلاوة، كان رجيعها أقذر ، فكذا كل شهوة في النفس ألذ وأقوى ، فالتأذي بها عند الموت أشد.